الجرائم الأسرية

الجرائم الأسرية مسئولية من ؟؟


سادت الشارع المصري في الآونة الأخيرة جرائم شديدة العنف والقسوة وهي مستجدة على مجتمعنا مما يهدد بشدة الأمن الاجتماعي ويعرضه لخطر داهم .والأغرب من ذلك أن هذه الظاهرة انتقلت بنفس درجة العنف والقسوة إلى داخل البيت المصري والأسرة المصرية .
وهذه الظاهرة تثير التساؤل الآتي وهو: -
الجرائم الأسرية مسئولية من ؟؟

بداية كنت ألاحظ تكرار القصص المتعلقة بالجرائم الأسرية
ولكن ازدياد ظهورها بشكل متكرر يدعو للاهتمام

حيث أن ظهور هذه الظاهرة وانتشارها بشكل مخيف - في عصرنا هذا- يدل على أن التخلي عن كل معاني الإنسانية من أهم سمات هذا العصر _ عصر التطور- الذي يتطور فيه كل شئ حتى الجريمة . فهذه الجرائم الأسرية ظهرت لتخترق أواصر الأسرة وتدمر كيان المجتمع ، فقد شهدت الآونة الأخيرة عدة جرائم بشعة انعدمت فيها الإنسانية والقيم،‮ ‬تحولت فيها المنازل إلي‮ ‬ساحات تراق فيها الدماء، هل الزواج تحول من كونه عشاً دافئاً أميناً وأصبح مسرحاً للجرائم الأسرية المتوحشة .
لماذا نسمع عن ‬تخلي‮ ‬الأب عن الرحمة وقتل كل أفراد أسرته كما حدث على يد المهندس في حادث النزهة ، ‮وكما حدث‮ في ‬مدينة أوسيم بالجيزة فبسبب الإدمان والفقر قتل الأب‮ ‬أطفاله الثلاثة متعللاً بخوفه‮ ‬عليهم من أوضاع البلد والفقر فانهال عليهم بسيف ومزق أجسادهم الصغيرة‮ .‬ وكذلك ما حدث في جريمة أرض اللواء فالأب ‮ذبح زوجته وابنتيها عقب تناوله كمية من الأقراص المخدرة‮ وقام بذبحهن جميعا وعقب الانتهاء من جريمته أشعل النيران في‮ ‬الشقة لإخفاء معالم الجريمة‮..‬ ‮
ثمً جريمة مقتل زياد (11 عام) وأخته شهد (ست سنوات) والذين تبين أن القاتل هو ابن عمتهما الذي تشاجر مع خاله وانتهز فرصة عدم وجود الأب والأم مع الأولاد وقام بقتل الطفلين البريئين!
- ووصولاً لهذا الأب الذي ألقى طفلتيه (خمس وست سنوات) في بئر جوفية بوادي النطرون بسبب خلافات مع زوجته!
لماذا نسمع عن ابن يقتل والده لأسباب إما مادية أو أخلاقية أو بسبب الإدمان‮ مثلما حدث في جريمة الإسكندرية فبسبب البطالة ‮‬هشم الابن رأس والده بعصا هوكي .
ما هو ذنب هؤلاء جميعاً هل نحن في مجتمع متوحش أن لم يكن لك حامي تفترسك الأنياب المتوحشة ثم ما الذي فعلوه هؤلاء الضحايا إلا أنهم نتيجة أما ولادتهم من أب أو أم مريضين نفسيا أو ضحية خلافات زوجية ، هل وصل هؤلاء الجناة إلى قمة الوحشية على الرغم من أن الحيوانات ترفق بأبنائها فكيف بهولاء المتمثلون بصوره بشر ولا أقول أنهم بشر ؟؟
ثم ما الفائدة التي تعود على هؤلاء الذين يرتكبون الجرائم الأسرية هل هم من الساديين ؟؟ هل هم يعانون من مرضاً نفسيا أو بعض الاضطرابات أم بهم نقص يتوهمون إكماله بفعل هذه الجريمة كإثبات لوجودهم أو لفرض شخصيتهم التي فشلوا في إثباتها قبل ذلك فيلجئون إلى هذا النوع من الأفعال اللا إنسانية أن هذه الأفعال في السابق كانت في السجون أيام الحروب بين بني البشر ثم وصلت إلى حد الجنس اعني السادية المنتسبة للماركيز دي ساد أول من فعلها ثم تطورت وتفرعت حتى وصلت بها الحال إلى الأسرة في عصرنا الحالي والضحية بالتأكيد هو المجتمع ككل.

هذه الجرائم الأسرية مشئولية من ؟؟؟
هل عدم الاحترام للهوية وفقد الإحساس بالانتماء وما ينتج عنهما من تمرد وعدم الرضا هو السبب ؟؟‮..
هل ‮‬التيارات الفكرية،‮ ‬والبيئة الاجتماعية التي‮ ‬طرأت علي‮ ‬المجتمع من أفلام عنف ومخدرات وضغوط نفسية وحياتية‮ هي السبب ؟.‬
أم محاصرة المواطن بكم كبير من أخبار‮ ‬الفساد وعدم وجود قدوة وأحكام رادعة تعاقب مرتكبي‮ ‬تلك الجرائم هو السبب ؟

وأخيراً أرى أن السبب وراء هذه الظاهرة هو قلة الوعي الديني وانعدام القيم والأخلاق وضعف التربية الأسرية وضعف الانتماء للأسرة مما أدي‮ ‬إلي‮ ‬التفكك الأسري فقد كانت الأسرة هي المعلم الأول الذي يتعلم منه كل الأبناء والأحفاد العادات والتقاليد والتمسك بالدين ولكن في‮ ‬العصر الحديث- عصر العولمة - تغيرت تلك العادات وتفككت الأسرة وابتعد فيها الأبناء عن العائلة مع خروج الأب والأم إلي‮ ‬العمل وأصبح المعلم الأول للأبناء ‬مؤسسات أخري‮ ‬يتعلم فيها الأبناء العادات والتقاليد والقيم مثل الشارع والمدرسة والنادي،‮ ‬والفضائيات التي‮ ‬تربي‮ ‬الأبناء علي‮ ‬العنف .‬ هذا بالإضافة لوجود مشكلات تواجه المجتمع كالبطالة والفقر وضعف المستوي‮ ‬الاقتصادي‮ ‬والإدمان كل ذلك أدي‮ ‬إلي‮ ‬العنف داخل الأسرة المصرية ‮.‬