أشعلنا النار وبدأنا فى طهى طعام الغداء.. وكانت المكرونة على الطريقة الليبية (المبكبكة) هى سيدة المائدة..
جو الصحراء يثير فى النفس حالة من الرومانسية والشجن ومتعة الإنفراد بالنفس..تجولت خلف الهضبة الكبيرة فإذا بقافلة من الإبل تحتشد حول بقعة خضراء من نباتات الصحارى وعلى بعد أمتارٍ قليلة من القطيع إنفرد ذكر بأنثاه فى وصلة غزل لم يقطعها سوى حضورى الذى جعل الذكر يدور حولها وهو يزمجر ربما من الغيظ والغضب لوجودى..عدت لصديقى البدوى لأسأله عما حدث فإذا بى أكتشف مساحات من الحياء الحيوانى الفطرى الذى وهبه الله لذلك الذكر حتى أنه يمتنع عن أداء طقوس العشق مع أنثاه على الملأ أمام الأغراب.. والأعجب أن ذكر القطيع يتقدم حوالى 6 من الإناث يكون مسئولا" عن الدفاع عنهم وحمايتهم إذا ما تقدم ذكر غريب وحاول مراودة إحدى الإناث عن نفسها!..
سبحان الله الذى وهب هذا الكائن الذى لايعقل نعمة الخجل والغيرة..
غير أن هناك كائن أخر غره عقله ولسانه وعلمه لكنه إفتقد الحياء والخجل بعدما إفتقد نعمة الغيرة على عرضه وشرفه..
تدخل إلى عيادتى إحدى السيدات بعدما سبقتها رائحة عطرها الصارخ.. بينما كانت تتأبط ذراع كائن نبتت له شوارب وبدا لى أن له صوت وعقل.. كانت ملابسها تكشف أكثر مما تستر.. حتى إذا ما جلست على كرسى الكشف أوشكت عورتها أن تنكشف فهرعت الممرضة لتغطيها والزوج ينظر إلى الممرضة كأنها مريضة نفسيه..!
الغريب أن الزوج لم يبدو على وجهه أى علامة بعدم الرضا أو على الأقل عدم الإرتياح لمظهر زوجته..
حتى فى غالبية شوارعنا العربية أصبح من المألوف أن تجد أبا" أو زوج يمشى إلى جوار أنثى تخصه وهى شبه عارية ورغم أنه يرى بأم عينيه تلك النظرات الجائعة التى تحاصرها إلا أنه لا ييتحرك له ساكن بل أحيانا" والله أرى علامات السعادة على وجهه من جراء إعجاب الذكور بأنثاه..!
يقولُ أشرفُ الخلقِ سيدنا محمد: لايدخل الجنة ديوث.. قالوا: وما الديوث يا رسول الله..قال: الذى لايغار على عرضه..
فإذا كان الحيوان لديه الحمية والغيرة والحياء رغم أنه لايعقل ولا يترجم النظرات.. فما بال بعض ذكورنا أبى الواحدُ منهم إلا أن يكون ديوثا" وبكل فخر!..
أم أن البعض يفضلونها عارية.!