الأصابع وقدرة الله ...
قال تعالى ( أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامة ( 3 ) بلي قادرين على أن نسوي بنانة ) سورة القيامة أية 3-4
يذكر القرآن حقيقة علمية تعتبر من معجزات العلم على مر العصور بعد ما أحدثت انقلابا فى البحوث الجنائية ، التى أحرزت فيها تقدما منقطع النظير، حيث كشف الطب الحديث النقاب عن بصمات الأصابع التى لا يمكن أن يتماثل فيها أصبع مع أصبع أخرى ، ولو كانتا من يد واحدة .
وهنا المعجزة، وبيت القصيد. . فلماذا اختار الله سبحانه وتعالى بنان الإنسان ، ولم يختر عضوا آخر من أعضاء الجسم الكثيرة؟!
السبب أن أعضاء الجسم كالعين والأنف والأذن وغيرها، يمكن أن تتشابه بين إنسان وآخر. ولكن الأصابع لها ميزات خاصة ، فهى لا تتشابه ولا تتقارب . وهذه المميزات لم تعرف لأول مرة إلا فى القرن الماضى، أى بعد نزول القرآن الكريم باثنى عشر قرنا ونصف القرن تقريباً..
وقد كشف العلم الحديث أن فى الأنامل ثنيات ونتوءات على جلد أطرافها، وتوجد بهذه الثنيات والنتوءات ثقوب مجهرية دقيقة لا تراها عيوننا المجردة ، وهذه تنتهى إلى قنوات الغدد العرقية الموجودة تحت الجلد . .
"ومن الناحية التشريحية تدل دراسة الأصابع على أن الله تعالى قد هيأ للإنسان القدرة على استعمال مفاصل الأصابع وتحريكها بواسطة عضلات غاية فى الدقة والقدرة على التحكم ، وبذلك أمكن للإنسان أن يمسك بأدق الأدوات ، وأن يقوم بأداء وظائف متعددة بمهارة فائقة ؛حيث إن الله قد خلق للإنسان فى بنانه شبكة دقيقة من الأعصاب الحسية التى تعطيه معلومات غاية فى الدقة عن كل ما يلمسه من حرارة، أو برودة، خشونة، أو نعومة، جمود أو ليونة ، استقامة أو انحناء. . ومن هنا كانت حاسة اللمس من أعظم ما أنعم الله به على الإنسان من حواس ".
وتتشكل بصمات الأنامل ونحن أجنة فى بطون أمهاتنا -من 13 :17 أسبوعاً من الحمل بطريقة لم يعرف العلم سرها بعد؛ ولذا يتحدى الله سبحانه وتعالى الكافرين المنكرين بقدرته على تسوية البنان ، وهى أدق ما يتكون من الملامح الفردية المميزة . وقد ممد العلم الحديث بعد الإحصائيات التى تجمعت لديه ، أنه ليس هناك تشابه على
الإطلاق بين بصمة وأخرى . . فحوالى 80 ألف بصمة تقارن يومياً على مستوى العالم ، لم يحدث فيها تشابه إطلاقاً، وقد أثبتت النظريات الرياضية عدم وجود هذا الاحتمال بين سبعة عشر مليار شخص .
ومن هنا تتجلى قدرة الله سبحانه وتعالى بأروع مظاهرها فى أطراف أصابعنا ، حيث البصمات المميزة لكل إنسان ، والتى لا تتشابه بين اثنين من بنى آدم . وهى فى اختلافها من شخص لآخر دليل ومعجزة من دلائل ومعجزات الخالق سبحانه وتعالى التى أشار إليها فى الآية السابقة .