في مهبط الوحي والرسالة ، ومن مسرى رسول الهداية ، في مكة المكرمة ، وفي بيت من بيوت الله ، كانت بداية النهاية ، لقصة في حسن الخاتمة .
[color=red]أم عفاف العروسية
شهيدة المحراب 00 وميتة العظماء 00 اللحظة الأغلى 00 والموعد العظيم 00 هذه المرة من نصيب الضعيفة المتواضعة 00الطاهرة العابدة الذاكرة الخاشعة 00 الشامخة العزيزة 00 أم عفاف 00 وقصة الوداع !
نهضت من قيلولتها التي أغفت فيها بمراجعة وردها اليومي لتنطلق بعدها إلى رياض الذكر وتقبل على مائدة الرحمن .
نهضت من غفوتها الأخيرة ، لتقبل على غفوة الآخرة .
استيقظت واستيقظ معها الشرف والعزة والفلاح .
نادى التاريخ أقلامه الشريفة , إنكم على موعد جليل لتسطروا وتنقشوا على ذاكرتي وصفحاتي إحدى النماذج الفريدة النادرة ، إنه حد ث عظيم !
نعم ! نهضت أم عفاف ذات العفة والتقوى والإباء .
أوحى إليها الشرف وهمست إليها العزة وناجاها النصيب العظيم .
قومي وتطهري وتزيني أم عفاف إنك على موعد عظيم .
قامت وتطهرت كأحسن تطهير ، وتزينت بأجمل زينة ، وتحلت بأفضل حلي ، وأعدت العدة للسفر الطويل ، حملت معها زادها 00الإيمان واليقين
وكتاب الله بين يديها في خفوت ، هنيئا أم عفاف أضمرت سعادتها ورمت ببصرها لتودع بساط القيام والسجدات وزاوية الذكر والتلاوات 00
أكنت سرورها بلقاء مولاها و محبوبها 00نظرت إلينا نظرة الواثقة المعتزة ثم ودعتنا 00
خطت في عجالة لتخرج من المنزل ، ومالها لا تتعجل ؟ إنها رحلة الخلود في النعيم المقيم 000 إلى بلاد الأفراح .
خطت تدوس أتراح الحياة وأعباءها وغرورها وفتنها تحت قدميها ، تسرع نحو الحياة السرمدية ، والطمأنينة الربانية .
أسري بجسدها الطاهر نحو أشرف البقاع ، وفي بلده الأمين نحو مسجد القطان ، إلى مصلى النساء ، وفي مقر التحفيظ ومن تلك البقعة كان معراج روح الشهيدة .
صعدت مصلى النساء اللهم افتح لي أبواب رحمتك فجاءتها رحمة أرحم الراحمين ، ركضت بطمأنينة تخطو خطى الجواد الهمام بنشاط ورعاية إلهية تسوقها لمصير العظماء .
نادى المنادي قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة .
طربت الروح قدحان الوداع ، وأزف لقاء المحبوب الذي طالما اشتاق البصر لرؤياه .
وأذعنت للراحة ، لتروح منها إلى الراحة ، الحقيقية الدائمة .
نطق اللسان الله أكبر لتفتتح ثاني البردين أبرد الله روحها في أعلى عليين وعندها اتصلت الروح ببارئها ، ولا تسل عندها ، كيف كانت المتعة ولذة المناجاة ؟ نعم ! ارحنا بها يا بلال
قامت نحو القبلة ، خلف إمام الجامع ، وركعت وسجدت وجلست استكملت أركان ركعة كاملة ، نعم ! لقد قرأت :
الحمد لله رب العالمين ....................................... الخ
وما تحملها أم الكتاب من فضائل وأسرار ، وحدت الله توحيد ألوهية وربوبية وأسمائه وصفاته .
دعته اهدنا الصراط المستقيم أنه السبيل المؤدي إلى الجنة .
جمعنا الله بها في الفرد وس العليا
استدركت صراط الذين أنعمت عليهم النبيين والصديقين والشهداء والصالحين .
تبرأت وهي النقية البعيدة عن سبل المغضوب عليهم والضالين ومن تبعهم ووالاهم من الفسقة والمذنبين .
هنا ! جاءت الإجابة الربانية ، من فوق سبع سما وات ، الإجابة التي تشرئب لروعتها الأفئدة ، وتتجلجل لبهائها المشاعر والأحاسيس ، إنه المولى جل في علاه يجيبها هذا لعبدي ولعبدي ما سأ ل
الله أكبر .... الله أكبر .... الله أكبر
إنه القبول والفوز والفلاح والنجاح .
عظمته ومجدته سبحان ربي العظيم .
دعته وناجته سبحان ربي الأعلى اللهم اغفرلي .
قامت للركعة . الثانية للتكرر المناجاة والطلب .
فكُررت لها الإجابة والقبول .
عندها انحنت راكعة تشكره على القبول والفضل العظيم وتمجده وتحمده ليس ذاك مني بل بفضلك يا عظيم .
إنها لم تكتف بشهادة ألا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وتلك نادرة وفريدة بين العظماء ، بل وحدته بأعظم توحيد ، ودعته بأفضل دعاء ونزهته بأحكم تنزيه .
وفي صلاة هي صلاة العصر ثم كانت الخاتمة في الركوع .
هنا جاء رسول الرحمن بأمر الرحيم اقبضوا روح موليتي وكأني بها قد خيرت فاختارت جوار ربها .
ليصدقها وعده بإذنه ، ويذهب عنها الحزن ، ويورثها جنته ، تتبؤ منها حيث تشاء فنعم أجر العالمين .
ففاضت روحها راكعة قد أنابت إلى من هو أرحم بها من أهلها .
قبضها راكعة ، لأنه علم صدق تحميدها ! فلم يؤخرها لترفع للقيام .
الله أكبر ..... أصدقوني أمة المليار......
كم من أحد غيرها كانت خاتمته الركوع لله.....
فهي شهيدة الركوع ...... وأحدى عظيمات التاريخ .
سيترك الله ذ كرها في الآخرين ، سلام على روحها الأمين .
كذلك جزاء المحسنين ، إنها من عباد الله المؤمنين
النهاية0
هنيئًا آل عروسي[/color]