نعم الحياة صعبة وهذه هى سنة الله فى الأرض حيث يقول تعالى :
" لقد خلقنا الإنسان فى كبد " ومنذ أن أهبط أبونا آدم من الجنة وقد حذره الله سبحانه وتعالى من الشيطان فقال تعالى " وقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى " فبتقدير الله تعالى وسوس الشيطان لآدم فكان سببا لشقائه فى الدنيا .
ويستمر الشيطان فى وسوسته لبنى آدم وغوايتهم له حتى يضلهم عن سبيل الله فيدخلون معه جهنم والعياذ بالله ، ومن أساليبه فى غوايتهم جعلهم يقنطون من رحمة الله ويصعب عليهم الطاعات ويزين لهم المعاصى وفى النهاية يتبرأ منهم ويقول لهم " وما كان لى عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لى فلا تلومونى ولوموا أنفسكم "
والله تبارك وتعالى يرشدنا عن الطريق فيقول :
" قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ (123) سورة طه
فمن اتبع هدى الله وسار على طريق الحق وعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه وأن الدنيا دار ابتلاء واختبار ورضى بما قسمه الله له فلا ينظر لمن هو فوقه فى أمور الدنيا بل ينظر لمن هو أقل منه فلا يزدرى نعمة الله عليه ، وفى هذا المعنى يقول الرسول صلى الله عليه وسلم " قد أفلح من أسلم ، ورزق كفافا ، وقنعه الله بما آتاه ."
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 1054
خلاصة الدرجة: صحيح
وبذلك يسعد الإنسان فى الدنيا والآخرة مهما قاسى من صعاب .
وعلى الجانب الآخر يقول تبارك وتعالى "
" وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ (124)
قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا ۖ وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَىٰ (126)
فهذا جزاء الإعراض عن منهج الله سبحانه وتعالى ، المعيشة الضنك فى الدنيا وما أشد هذا التعبير ثم فى الآخرة الجزاء الأقسى
نسأل الله أن نكون من السعداء فى الدنيا والآخرة