هيا ابتسم
شعر/ نوال مهنى
حديث مع شاب متشائم ينظر للحياة من خلال منظاره الأسود ، وهو قابع في السلبية ، لا يرى النور ولا يحس الجمال .
قلت :
ابتسم تزهو لك الأضواء
إن التبسم راحة وشفاء
وجمال روحك حين تبدو باسما
لا يعتريها السقم والإعياء
قال
التبسم في زماني بدعة
هذا الزمان شقاوة وعناء
فعلام اضحك للربيع إذا أتى
فالحب غاب وناب عنه شقاء
كيف التبسم والحياة مريرة
حتى الأماني في السرور هباء
ها نحن جيل قد تهاوى عمره
وكأننا في بيتنا غرباء
وإذا بنا قد مات فينا حبنا
وتبددت أحلامنا العذراء
كل المنافذ دوننا قد أوصدت
أنى لنا تتحقق الأشياء
أدنى المطالب لو نريد نوالها
فيحول بين الطالبين غلاء
ما عاد يجدي أن تجود قريحتي
إن العليم مع السفيه سواء
فالعلم في الأشياء بات رخيصها
كبرى الأمور تسوسها الدهماء
والصدق أين الصدق ؟ ضاع نقاؤه
وطغى عليه في النفوس رياء
نشقى لواقع قومنا وشتاتهم
هذا التمزق فرقة وجفاء
وكأننا نهوى الصراع كفاية
وكأننا بصراعنا أعداء
حتى الوجود بدا لنا متجهما
وغدا نشيد الكون فيه رثاء
قلت
ابتسم رغم المرارة كلها
إن الوجود تبسم وصفاء
وارفع جبينك للسماء تفاؤلا
تكسو جبينك بهجة ورضاء
وانظر إلى الأفق الجميل محلقا
والنور حولك ساطع وضاء
شارك بدورك في الحياة تفاعلا
فاليأس عجز قاتلا وبلاء