الأثنين، 23 نوفمبر 2009 - 21:03
هاجر المريضة النفسية مزقت نجلها وابنة عمته لأشلاء فى عزبة الهجانة
شهدت عزبة الهجانة اليوم الاثنين، حادثا غريبا، عندما استيقظ الأهالى على جريمة قتل أم لابنها وابن شقيقة زوجها، دون أن تدرى ،لإصابتها بمرض نفسى، الأمر الذى فتح الملف الساخن لجرائم المرض النفسى، الذى بات ناقوسا يدق جرس الخطر مهددا المجتمع بآثاره المدمرة
قد يتسبب سكوت الأطباء النفسيين وعدم إفصاحهم عن الجرائم التى يرتكبها مرضاهم فى تفاقم تلك الجرائم، بينما يكون الإفصاح عنها مناقضا لسرية المهنة، ، يأتى ذلك فى الوقت الذى تؤكد فيه الإحصائيات أن مدعي الإصابة بمرض نفسى فى كثير من الجرائم ،لا يثبت تقرير الطب النفسى صدق ادعائهم إلا بحوالى 20 % من هذه الحالات، كما تبين من تلك الإحصائيات أن المرضى النفسيين فى مصر لا تتعدى نسبتهم مابين 2% إلى 3%.
مروة حسن طبيبة نفسية ترى أن المرض النفسى الذى يعفى من العقوبة ينقسم إلى مائة نوع باختلاف خطورتها، ويتم كتابة تقرير الطب النفسى بناء على عنصرين: عدم توفر النية والقصد فى ارتكاب الجريمة وعدم دراية المتهم بالجريمة أثناء ارتكابها، وتضيف، فى كثير من الأحيان يكون المتهم قد ارتكب الجريمة وهو فى كامل قواه العقلية ولكنه أصيب بالمرض النفسى عقب حدوث الجريمة فيأتى تقرير الطب النفسى فاصلا فى ذلك الأمر.
وترى الدكتورة مروة أن دور الطبيب النفسى فى المحكمة هام للغاية فربما توقف عليه إعدام شخص أو حصوله على البراءة، وتعتمد شهادة الطبيب النفسى على الخبرة والهدف من الشهادة، والخطوات اللازمة للتقييم السليم من جهة الطبيب النفسى وصفاً جيداً وشاملاً.
وتؤكد الدكتورة مروة أن أغلب الحالات المصابة بالمرض النفسى يرتكب الجرائم مع أقاربه، وتندرج معظم الحالات تحت ما يسمى بالجنون اللحظى الذى ربما ينتج عن الاكتئاب مما يدفع الشخص إلى قتل أقربائه أو الموجودين حوله، وأبرز تلك الأمثلة السيدة التى ألقت بصغارها من فوق كوبرى التحرير ثم ألقت بنفسها بعدهم وتمكنوا من إنقاذها دون صغارها وبالكشف عليها تبين أنها مصابة بمرض نفسى وهو ما يسمى بالجنون اللحظى بسبب الاكتئاب الذى تعرضت له.
الدكتور حسن عبد الخالق طبيب نفسى أشار إلى أن رحلة كتابة تقرير الطب النفسى ليست بالرحلة السهلة ، ولكنها تستوجب جهدا ووقتا طويلا، حيث إن المتهم يودع فى المستشفى تحت الملاحظة لمدة 45 يوماً بناء على طلب دفاعه، وهنا يأتى دور الدفاع عن المتهم فى تلقينه الكلمات التى يتحدث بها أثناء هذه الفترة، ويبدأ الطبيب النفسى ملاحظته للمريض من وراء حجاب ومراقبة تصرفاته، ثم إجراء مقابله معه والتى تكشف هل هو مريض نفسى أم مدعى ذلك، خلال الحديث مع المتهم ينكشف أمره من خلال فلتات اللسان، وهناك بعض الأمور التى تغيب عن دفاع المتهم، حيث يعجز عن تلقينها له مثل الأحلام، فعن طريق سرد الأحلام يحدد الطبيب النفسى حالة المتهم ثم يشرع فى كتابة التقرير عنه .
المسئولية الجنائية
رجائى عطية النقيب السابق للمحامين يرى أن الأمراض العقلية والنفسية حقيقة ماثلة فى المجتمع، حيث إن المسئولية الجنائية أساسها القدرة على التفكير وحرية الاختيار وربما تعرضت إحدى القدرتين إلى ما يخل بها، ولذلك اتفقت النظريات العلمية على أن أى عاهة تعطل العقل يمكن أن تؤثر فى المستوى الجنائى تأثيرا متفاوتا.
ويرى عطية أن القانون المصرى قد حسم هذا الأمر فى تعديل أجراه مؤخرا بما اتفق عليه أهل الاختصاص بأن الأمراض النفسية على اختلاف درجتها يمكن أن تؤثر على الجريمة، وما نعانى منه فى القضاء ليس افتعال أمراض وإنما عدم قدرة أهل الاختصاص على كشف الأمراض النفسية. وقد يحدث أن يتمسح المتهم بالمرض النفسى على الرغم من اجتماع الأدلة عليه وهنا يأتى دور تقرير الطب النفسى فى تقدير الحالة ثم قدرة القضاء فى وزن الأمور عقب التقرير النفسى للمتهم.
رؤية فى المنام
استمع محمد منصور وكيل نيابة شرق القاهرة الكلية بأشراف محمود غيطاس مدير النيابة اليوم إلى أقوال هاجر المتهمة بقتل نجلها 3 سنوات، ونجلة شقيقة زوجها 5 سنوات، وتحويل جسديهما إلى أشلاء بعد أن فصلت رأسهما وذراعيهما عن جسدهما، بالإضافة إلى شروعها فى قتل نجل شقيقتها 3 سنوات بعزبة الهجانة بمدينة نصر.
المتهمة "هاجر" (33 سنة) اعترفت أمام النيابة أنها ليست مريضة نفسية ولا مجنونة ولا تعانى من أية أمراض، وأكدت أنه رأت رؤية فى منامها تخبرها بوجوب التضحية بالأطفال الثلاثة مثل سيدنا إبراهيم عندما كان يضحى بنجله سيدنا إسماعيل وخصوصا لاقتراب عيد الأضحى المبارك، فقامت بإحضار سكين و ذبح نجلها "يامن.ع.ص" البالغ من العمر عامين ونصف، وفصلها رأسه عن جسده، ونجلة شقيقة زوجها "فاتن.أ" البالغة من العمر 5 سنوات، التى كانت متواجدة بالمنزل، وكانت ستضحى – حسب قولها - بنجلها الثانى "يوسف.ن" البالغ من العمر عامين، إلا أن شقيقها والجيران منعوها من ذلك، فأمرت النيابة بحبسها 4 أيام على ذمة التحقيق وبعرض الجثتين على الطب الشرعى لتشريحهما.