من علامات الساعة انتفاخ الأهلة
ليلة الأحد الثاني من رمضان 1430هـ ظهر الهلال وكأنه لأكثر من ليلتين، فتسائل الناس عن ذلك، وخشوا أن يكونوا قد أفطروا يوماً من رمضان، ولهذا وجب التنبيه على أنَّ ظهور الهلال منتفخاً من علامات الساعة، ولا يدل ذلك على صواب ما قاله المنجمون والعاملون بالحساب، المخالفون لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، المتبعون لمذهب أهل البدع -الشيعة-.
قال الإمام القرطبي رحمه الله في التذكرة1 : (خرَّج الدار قطني عن عامر الشعبي عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من اقتراب الساعة أنْ يرى الهلال قَبلا، فيقال لليلتين، وأن تتخذ المساجد طرقاً، وأن يظهر موت الفجاءة".
قال الجوهري: معنى قَبلا أن يرى ساعة يطلع لعظمه.
ويوضحه حديث آخر من أشراط الساعة انتفاخ الأهلة، ويقال: رأيت الهلال قَبُلا وقُبُلا، أي معاينة).
وقال العجلوني في كشف الخفا2: حديث "من علامات الساعة انتفاخ الأهلة": (رواه الطبراني في الصغير بلفظ "من اقتراب الساعة انتفاخ الأهلة، وأن يرى الهلال ليلة فيقال لليلتين"، ورواه أيضاً عن ابن مسعود في الكبير، وتَمَّام في فوائده، بلفظ الجملة الأولى.
ورواه أيضاً في الأوسط والصغير3 عن أنس بلفظ: "من اقتراب الساعة أن يرى الهلال قُبلا لليلتين، وأن تتخذ المساجد طرقاً، وأن يظهر موت الفجاءة".
وهذه الروايات بعضها يقوي بعضاً، ومن شواهده ما رواه البخاري في التاريخ عن طلحة بن أبي حدرد قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من أشراط الساعة أنْ يُرى الهلال فيقولون: ابن ليلتين وهو ابن ليلة".
والانتفاخ4 روي بالجيم من انتفاخ جنبا البعير إذا ارتفعا وعظما، وروي بالخاء ومعناه واضح. وقَبَل بفتح القاف والباء أي يرى ساعة ما يطلع لعظمه ووضوحه من غير أن يتطلب).
هذا الحديث برواياته المختلفة فيه مقال5 لأهل العلم بالحديث، ولكن كما قال الشيخ إسماعيل العجلوني: وهذه الروايات بعضها يقوي بعضاً، هذا بجانب الشاهد الذي رواه الإمام البخاري في تاريخه، مما يدل والله أعلم على أنَّ لهذا الحديث أصلاً.
والحمد لله والصلاة والسلام على من لم تنقطع معجزاته، متمثلة في معجزته الخالدة القرآن الكريم، والمعجزات الخبرية التي تتوالى على مر الدهور، وعبر السنين والأيام، وكرامات أولياء الله، المتبعين له المقتدين بسنته، وعلى آله وصحبه الكرام العظام، وعلى من اتبعهم باحسان ما تعاقب الملوان.