بين الواقـــع و ... الأمــــــل
فى دنيا الحياة ،
نخوض تجاربنا ...
فتخط آثارها غائرة فى نفوسنا
تجربة سعيدة أو تعيسة ...
و لكن التعيسة أشقى ،
فهى تحمل الألم ،
وهى الأقوى و الأعمق أثرا ...
*****
فى أولى تجاربنا ،
دائما ما يغرينا حلم ما ،
أو ربما هو الأمل ....
فنندفع وارءه دون وعى،
لنجد أن بساط الواقع قد سُحب من تحت أقدامنا ،
و أننا نهوى ....
قد لا نشعر أننا نهوى ،
لا نشعر إلا بلذة الطيران ...
رغم انه يأخذنا لأسفل ،
و بأقصى سرعة ....
و لا نستيقظ إلا على صوت الارتطام ،
و تهشمنا على صلد السراب ...
*****
فترة من الذهول ،
اللاوعى ،
و ربما ضحك بجنون ...
ثم يبدأ الاحساس بالألم ،
لتبكى ...
و تبكى ...
و تبكى ...
حتى تضمد أشلاءك بفيض دموعك ...
لربما كرهت ضعف نفسك ،
فتصمم أن تُرى لنفسك منك قوة ،
فتقوى على التسلق لتعود إلى أرض الواقع ...
جراحات و آلام ،
نزيف و دماء ...
لكنك تصر على أن تعود ،
و ألا تكتفى بالموت كمدا فى القاع ...
*****
ثم عندما تصل إلى القمة ،
تظن أنك تشبعت بما يكفى ،
و أنك لن تسقط أبدا مهما حدث .....
و على حين غرة منك ،
يعود الحلم ليغرر بك من جديد ،
أو يأخذك بريق الأمل ...
فتجد نفسك دون وعى تنساق وراءه مرة أخرى ،
لا تشعر ان البساط ينسحب من تحتك مجددا ...
و تجد نفسك ... و ياللقدر ،
تهوى من جديد ...
*****
لربما تنتشى بعض الوقت بالطيران ،
لكنه صدى الارتطام يعود فيدق ناقوس الخطر داخلك بقوة ...
تضطرب ،
يخالجك الخوف ،
لربما تصرخ بهستيرية ...
تبحث عن صخرة تجربتك السابقة لتتشبث بها ،
لتحميك من ارتطام جديد ....
تجدها ،
تبذل ما أوتيت من قوة لتصل إليها ،
تتشبث بها ،
ترتطم بنتوءات آلامك ،
لتتفتح جراحك مرة أخرى ...
تبكى ...
و تبكى ...
لكنه ليس بكاء ضعف هذه المرة ،
انه بكاء الخوف ،
و الرجاء ...
فزراعاك لن يتحملا التشبث طويلا ...
اتصمد و تتسلق و تقتل بداخلك شعاع الامل ،
لتبقى حيا ... على أرض الواقع ؟؟!!!
ام تغامر و تكمل رحلة الطيران على خوف ....
أتُقبر على صلد سرابك ؟؟؟
أم تستيقظ فى أرض احلامك ؟؟!!!