فقد رأيت أن أكتب موضوعا أعرف فيه معني الدياثة, أمرا بالمعروف ونهيا عن المنكر وحفظا للأعراض سآئلا الله الإخلاص في القول والعمل,
بسم الله والصلاة والسلام علي رسول الله, أما بعد:
ولما تنبهت أن بعض إخوتنا الأعضاء لايعرفون معناها, خاصة عندما رددت في أحد المواضيع وأنكرت فيه علي الإختلاط الحاصل في أماكن العمل
وقلت فيه :"إن الزوج الذي يرضي أن تعمل زوجته في مكان عمل مختلط وتتحدث إلي الرجال الأجانب ويحدثونها وتراهم ويرونها وقد يصل إلي أن تمازحهم ويمازحونها وغيره من المخالفات وهو راض بذلك فهو ديوث".
فأستنكر ذلك بعض إخوتنا الأعضاء !!! ولا حول ولاقوة إلا بالله.
فأقول قد جاءت الشريعة بحفظ النسل والأعراض من كل ما يدنسها أو يعدو عليها ولله الحمد فشرعت أقسى العقوبات لمن سولت له نفسه الاعتداء على أعراض الآخرين:
( الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله...)
سورة النور, ليس ذلك فحسب بل أعلت الشريعة شأن المحافظة على الأعراض حتى رفعت منزلة مَن مات دون عرضه إلى درجة الشهداء : "ومن مات دون عرضه فهو شهيد"
كما في الحديث المعروف, وربت هذه الشريعة أبناءها على الغيرة ، فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أتعجبون من غيرة سعد؟! والله لأنا أغير منه، والله أغير مني...". .
أما الذي لا يغار فلا خير فيه, إنه يسلك سبيلاً إلى النار ويبتعد بنفسه عن الجنة، بل يجعل عرضه مباحًا لكل من هبّ ودبَّ، وهذا هو الديوث،
وهو من يتهاون في صون حرماته فإنه ساقط في الدنيا ساقط في الآخرة بعيد عن الله وعن الجنة، ففي الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ثلاثة لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، والمرأة المترجلة، والديوث".
ولا يصاب بهذا الداء العضال إلا عديم المروءة ضعيف الغيرة رقيق الدين، فتراه لا يبالي بدخول الأجانب على محارمه ولا يبالي باختلاطهنَّ بالرجال
أو تكشفهنَّ في أماكن العمل وغيره, فتراه يوصلهن إلي مكان العمل المختلط بنفسه, وقد تنزل من سيارته متبرجة سافرة تخالط الرجال وتحدثهم ويحدثونها
وتضحك مع هذا وذلك وعندما تسأل زوجها يقول: لا زوجتي محترمة وأثق فيها !!!!.
فيكذب الديوث علي نفسه ويختلق الأعذار لنفسه ويعتقد أنها مسألة إحترام وثقة!!!, فتتعرض زوجته المحترمة لنظرات فلان وتتبسم لفلان ويفتن بها فلان وتجادل فلان فلا يبقي فيها حياء ولا حشمة فتتعود محادثة الرجال كأنهم نساء مثلها ولاحول ولا قوة إلا بالله.
بل يعجب المرء حين يرى هؤلاء من أشباه الرجال يشترون لنسائهم الثياب التي تكشف أكثر مما تستر، وتشف وتصف مفاتن الجسد وهو فرحٌ باطلاع الناس على عورات نسائه ومن ولاه الله أمرهن من مدرائها في العمل،
مفاخر بتحررهنَّ من العفة والفضيلة ويقول أنا متحرر وأعيش التطور!!!, تعالوا لنعرف ماذا عرف رسولنا صلي الله عليه وسلم الديوث, حيث قال:
" لا يدخل الجنه ديوث . قالوا : ومن الديوث يا رسول الله قال : الذي لايغار على محارمه ".
فعرفنا من الحديث أن الديوث هو الذي لايغير علي محارمه, فبالله عليكم هل الذي يرضي لزوجته أن تعمل في مكان مختلط تحادث الرجال الأجانب وتراهم ويرونها
وتجادلهم وقد يصل إلي أن تتبادل معهم الضحكات وهذا هو الحاصل في الأغلب فهل هو ديوث أم لا ؟؟؟؟؟
فالغيرة صون العرض عما يشين ويعيب........
والدياثة أن يرضى الرجل في أهله الخبث....
وأي خبث أكثر من أن تخالط زوجتك الرجال الأجانب, وليست الغيرة حد صون العرض من الزنا فحسب، بل صونها كذلك من أن يطلع على محاسنها رجل غريب،
أو أن يخلو بها، أو أن يمس شيئا من بدنها كأن يصافحها بل حتي وإن يحادثها, ولنا في عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- الصحابي الجليل عبرة,
فعن جابر بن عبدالله قال رسول الله بينما أنا نائم رأيتني في الجنة، فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر، فقلت: لمن هذا؟ قال: هذا لعمر، فذكرت غيرته فوليت مدبرا، فبكى عمر وهو في المجلس، ثم قال: أوعليك يا رسول الله أغار؟) البخاري،
فأين نحن يارجال الأمة من غيرة عمر؟؟؟
كيف يثق هؤلاء أشباه الرجال في رجال يعملون ويخالطون زوجاتهم؟؟؟ ورسول الله صلي الله عليه وسلم أشرف الخلق وأرفعهم خلقا ولي مدبرا عندما رأي إمرأة عمر,
وأين؟؟؟ في الجنة؟؟, أيخطر في بالك أن منكرا سيحصل في الجنة؟؟؟ فما بالك في مكان عمل مختلط علي الأرض!!!.
فوالله ماأهلك الأمة من سفور وإختلاط وتبرج إلا
سفور النساء ودياثة الرجال
, ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم, أسأل الله أن يلهمكم الصواب ويعينك علي صون زوجاتكم في هذا الزمن الذي يصبح فيه القابض علي دينه كالقابض علي الجمر.