إذا لم تكن لك صدقة جارية فلا تكن لك سيئة جارية
كل إنسان سيذهب من هذه الدنيا و يرحل و لن يخلف ورائه إلا الذكريات ..
هذا الطريق مكتوب لنا شئنا أم أبينا وكأس سنذوقه جميعا .. الا وهو طريق الموت ..
ومن المعروف أن الإنسان إذا مات انقطع عمله و حيل بينه و بين ما يشتهي وهذه المعلومة يعرفها الصغير و الكبير ولا أحد يشكك في صحتها ..
هل تعلمون أن هناك أناس تحت الأرض و لهم سنين وهم في حياة البرزخ و إلى الآن سيئاتهم تجري على كتبهم مثل زخات المطر .. ولن تنقطع أبداَ حتى يرث الله الأرض و من عليها ..
فحذاااااااااااري حذاااااااااااااري أن تكون منهم فهم والله من أشقى و أتعس الخلق ..
فأحرص قبل موتك إن لم يكن لك صدقه جاريه أن لا يكون لك ذنب جاري ..
وللأسف هنالك أشخاص من ضمننا و بين ظهورنا هم من أصحاب الذنب الجاري ..
هل تعلمون من هم ؟؟
هم كل شاب و كل فتاة لا يراقبون الله و لا يعملون لنظر الله حساب و يكون ربهم أهون الناظرين إليهم ..
و يكتبون في المنتديات مواضيع سيئة و تدعي للفسق و الفجور و المجون .. أو يقوموا بالقذف و السب في أعراض المسلمين ..
والله ثم و الله سيكون ما خطته يمناهم نقمه و نار عليهم في قبورهم .. ولن تعاد أنفسهم مره أخرى حتى يرجعوا و يمسحوا ما كتبوا
و أيضاَ كل شاب و فتاة يقوموا بإرسال البلوتوثات الفاحشة و الساقطة لزملائهم و كأنها من باب المتعة و تضييع الوقت ..
لكن لا يعلمون هؤلاء الضعفاء و السذج أنه ذنب جااااااري بالنسبة لهم ..
كل مرسل سيرسل لغيره و انظر كم شخص أستقبل هذه المقاطع الغنائية أو الأفلام الفاضحة وكان المصدر و الأساس أنت ..
ألا تعلمون أن هناك أناس يحملون أوزارهم و أوزراَ من أوزارهم ..؟؟
والله إن هذه الفئة منهم أعاذنا الله و إياكم منها ..
و بالمقابل هناك أناس من ضمننا و من بين ظهورنا هم من الفائزين فهنيئاَ لهم و كثر الله من أمثالهم ..
هل تعلمون من هم ؟؟؟
هم كل شاب و فتاة قد دخلت المنتدى من باب الدعوة و من باب إنكار المنكر و الأمر بالمعروف ..
هدفهم أن يهتدي أكبر قدر ممكن من الناس على يدهم ..
جل اهتماماتهم المواضيع القيمة و الهادفة التي مبدئها قال الله وقال الرسول صلى الله عليه و سلم ..
هذه الفئة تعلم علم اليقين أن كل حرف كتبوه سيحاسبهم عليه الملك الجبار في يوم تشخص فيه القلوب و الأبصار ..
هم أموات و تحت الأرض ولكن كل مواضيعهم و نصائحهم كالجوهر المنثور في صفحات المنتديات قد اهتدى الكثير على يدهم وهم اموااااااااات ..
فالله درهم حتى و هم تحت التراب لم تنقطع حسناتهم ..
فلنحرص كل الحرص أن نكون من الفائزين
و حتى لو لم تكن لنا صدقه جاريه فلنجاهد أنفسنا أن لن يكون لنا ذنب جاري ..
فكم من مواقع إباحية و مقاطع و أغاني و أفلام تنشر في أنحاء العالم و أصحابها بين يدي الله محاسبون ويعذبون ..
..
وبما أننا نعيش في عصرٍ تيسَّرتْ فيه وسائل الاتصالات ونقل المعلومات أصبح من الأهمية بمكان التذكير بشناعة السيئات الجارية ومدى خطورتها على صاحبها، فكم من إنسان أهلك نفسه وحمَّل كاهله سيئاتٍ لم تكن محسوبة عندما نصَّب نفسه داعياً إلى الضلال وناشراً إلى المنكر من حيث يشعر أو لا يشعر ...
وبالتالي فإنه بسبب ما نشهده من تقدم وتطور في سائر نواحي الحياة لا سيما في مجال نقل المعلومات كانت صور السيئات الجارية متعددة، لعل من أبرزها ما يلي:
- القنوات الفضائية:
حيث يشاهدها الملايين في سائر أنحاء العالم، والأثر المتعدي لهذه القنوات فوق مستوى الخيال، ويمكن إجمال صور السيئات الجارية في هذه الوسيلة فيما يلي:
- إنشاء القنوات الفاسدة التي تبث الأفكار المخالفة للإسلام وتروج للأخلاق المنحرفة كقنوات أهل البدع وقنوات الأفلام الهابطة والأغاني الماجنة، فأصحاب تلك القنوات والمساهمين فيها مادياً ومعنوياً يتحملون آثام هذه القنوات وآثارها السيئة، وهم فتحوا على أنفسهم باباً لا يكاد يُغلق من السيئات الجارية إلا أن يتويوا.
- إرسال الرسائل النصية (sms) لكي تظهر على الشاشة، فإذا كانت الرسائل تحتوي على كلامٍ بذيء أو دعوةٍ إلى الشر فإنَّ ذلك يدخل في باب السيئات الجارية، لأنَّ مُرسِل تلك الرسائل قد يسهم في نشر شرٍ يجهله الناس، فيكون بذلك معلماً للشر ناشراً له.
- الإسهام في القنوات الفضائية الفاسدة ودعمها بأي صورة من الصور ودلالة الناس عليها يندرج في باب السيئات الجارية.
- الانترنت ( الشبكة العنكبوتية ):
وهي لا تقل خطورة عن القنوات الفضائية إذا استخدمت في الشر، وخاصةً أنَّ الانترنت يُعد مكتبة متنقلة يمكن الاستفادة منها في أي وقت، فكل ما يُنشر في هذه الشبكة يمكن استعادته والرجوع إليه فضلاً عن سرعة انتشار المعلومة فيها، ولعل من أبرز الاستخدامات التي تندرج في باب السيئات الجارية ما يلي:
- إنشاء المواقع والمنتديات الفاسدة والضارة كالمواقع الإباحية ومواقع أهل الفسق والضلال، وهذه المواقع ثبتت أضرارها وآثارها الخطيرة على المجتمعات الغربية قبل المسلمة.
- الدلالة على تلك المواقع السيئة ورفعها على بقية المواقع عن طريق التصويت لها.
- نشر مقاطع الفيديو المخلة والمحرمة في المواقع المشهورة كاليوتيوب وغيره.
- تعليم الآخرين طريقة فتح المواقع المحجوبة السيئة واختراق البروكسي.
- وضع صور سيئة كخلفية لمنتدى أو موقع معين أو على هيئة توقيع عضو.
- إنشاء المجموعات البريدية من أجل نشر المواد والمقاطع السيئة.
- الإسهام في نشر الشبه والأفكار المنحرفة عن طريق المشاركة في المنتديات.
- هواتف الجوال:
وهي كذلك وسيلة تتطور يوماً بعد يوم بتطور تقنيات الهواتف، وأصبح من السهل عن طريق هذا الجوال أن ترسل ما تشاء إلى من تشاء، وذلك عن طريق الرسائل النصية (sms) والرسائل المتعددة الوسائط (mms) والبلوتوث وغيرها من التقنيات المتقدمة، فكل إسهام عن طريق الجوال في نشر الشر والفساد يندرج في باب السيئات الجارية.
- الكتابة والتأليف:
وهي وسيلة ليست جديدة بالمقارنة مع ما سبق، إلا أن المؤلفات والكتب أصبحت تُطبع بأعداد كبيرة في وقت وجيز، وأصبح كل من هب ودب كاتباً ومؤلفاً، بالإضافة إلى سهولة انتشار الكتب عن طريق دور النشر والمعارض الدولية، فضلاً عن تنزيل الكتب في شبكة الانترنت.
فالكتابة والتأليف أصبحت أداةً خطيرةً إذا سُخِّرت في ترويج الأفكار المنحرفة عن الإسلام، فكل كلمة يكتبها المؤلف فهو مرهون بها ويتحمل تبعاتها يوم الحساب.
هذه بعض صور السيئات الجارية في عصرنا الحاضر، والمتأمل في آثارها يعرف مدى خطورتها في إضلال الناس وإفسادهم نسأل الله السلامة والعافية.
فلا أظن عاقلاً إلا ويبادر إلى غلق باب الشر هذا عليه قبل فوات الأوان، ويستبدله بفتح الجانب الآخر المعاكس له وهو الحسنات الجارية، وذلك عن طريق تسخير تلك الوسائل في الخير وفيما ينفع الناس، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون، قال تعالى ( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ) [سورة التوبة: 105].