(أريد ان أتخلص من القيود) عباره نرددها كثيرا عندما بعزم أحدنا الى السفر لاجوال ولابيجر ولاساعه منبه مزعجه ولاحوايج أسره (رز ودجاج ولحم ومندى وكبسه ووووووووووووو) ولادوام وعمل أدخل على مسئولى قد عقد الحاجبين لأنى متأخر عن العمل وبدل ماأوقع على كشف الحضور أوقع على التأخير ولاكراجات الصتاعيه (خاص بالمفلسبن مثلى كل يوم سيارته عطلانه وواقفه بالشارع مسببه زحمه وكل واحد يمر جنبى يقول حسبى الله عليك أخرتنا ولالالالالالالالالالالالالالالا أشياء كثيره تضيق الخلق والصحيح أحبابى ان السقر ليس فقط هروب بل هو أكتشاف الذات والنفس ركز على هذا قبل السفر وسترى المفآجئات من نفسك
هذا هو السفر....
يمنحنا فرصة الإبحار في أعماقنا من خلال السفر في الطبيعة وفي عيون الآخرين.
يصبح الآخر مرآة لنا، ونكون مرآة للآخر...
هذا هو السفر...
محطات للنفس وللعقل.. فإما أن ترتوي النفس المتعبة من حوض المعرفة التي يمنحها السفر عبر المشاهد التي يراها ويسمعها ويشعر بها الإنسان المسافر لتشكل في النهاية حصيلة من الأفكار تنعكس أمامه عبر مرآته التي يقترن بها سواء عن طريق رفيق السفر، أو صديق الصدفة، أو جموع المارة، وملامح الشوارع، وخضرة الجبال وزرقة السماء وأمواج البحر. وإما أن يستريح العقل في شرفة غرفة فندق أو فوق تلة تطل على منظر بعيد ليمارس التأمل الذي يطلق عنان الخيال كي يرى مالايراه القابع في مكان تعود فيه أن لا يفكر، لأنه أصبح جزءا من جمود المكان وخارجاً عن حدود الزمان حتى خـُــيــــل لذلك الكائن الجامد أن العالم بأسره يأتمر بأمره ويتطبع بطبائعه.
والإنسان المسافر : يحتاج في سفره إلى أوقات مستقطعة من الضجيج العشوائي كي يرمي كبتا فرضه عليه جمود واقعه، وهو ضجيج يخرج النفس المتعبة من جمودها حتى وإن سلبها القدرة على التمتع ببعض أوقات السفر الجميلة كثمن يجب أن يدفعه المسافر القادم من الصمت المطبق.
إن أعظم فوائد السفر أنه يعرّف المسافرعلى ذاته وخاصة ذلك المسافر القادم من واقع يسلب الإنسان قدرة التعرف على الذات، لكنه يصاب بالفجيعة والألم عندما يتعرف إلى ذات متعبة ومنهكة و يدرك مستويات التعب والألم.
وإذا كان السفر للمرفهين مطلباً سنوياً ضرورياً، فإنه للمتعبين حقاً مقدساً كي يتعرفوا على ذواتهم قبل أن تذوب وسط واقع لا يجيد اكتشاف الذات ولا إعادة الروح إليها، بقدر ما يعمق الإحباط فيها ويرغمها على إخضاع نظر عيونها صوب الأرض كيلا ترى قمراً يضيء في السماء ولا تلمح أملاً يطوف في الأفق.
سافروا ففي السفر فوائد كثيرة وأهمها : أنكم تتعرفون على أنفسكم التي سافرت بعيدة عنكم، لتعود إليكم عبر المرايا بكل عيوبها وعذاباتها لتكونوا أنتم الأطباء، تعالجون أنفسكم بأيديكم كيفما تشاءون.
بعض البلدان يسافر إليها المسافر بعقل (مغلف) فتزيل التغليف الذي يلف عقله وتمنحه الفرصة كي يسافر عقله بكل حرية. وما أن يعود المسافر إلى المكان الذي غلف عقله حتى يتم إعادة تغليف عقله من جديد.
وبعض البلدان يسافر إليها المسافر بعقل متحرر من كل القيود فتعيده إلى حيث أتى منغلق العقل بسبب عامل التغليف.
وأعظم البلدان : هو ذلك المكان الذي يجرد عقلك من كل قيد يعيق تفكيره الحر.
وأسوأها وأخطرها على الإطلاق : ذلك المكان الذي ما إن تطأ قدماك أرض مطاره حتى تشعر أنه قد حكم على عقلك بالإعدام، وكلما عبرت طابورا من تلك الطوابير المتكررة، كلما شعرت أنك تنجو من الإعتقال مرة تلو الأخرى، ليس لأنك تحمل في حقائبك مخدرات أو متفجرات، وإنما لأنك تدخل المكان بعقل (غير مغلف) بعد أن تجرأت ورميت غلافه القديم. وهذا الشعور بالخوف والقرف يعيد المسافر إلى حالته التغليفية الأولى قبل أن يسافر، وهي حالة تضمن لجسده السلامة مقابل أن يرهن عقله للتغليف حتى موعد آخر مع السفر!
على المسافر أن يختار مكان سفره بحذر وذكاء. فإذا كان من ذوي العقول (المغلفة) فليذهب إلى مكان يحرر العقول من تغليفها.
وإذا كان من ذوي العقول (المتحررة من قيودها ومخاوفها) فليذهب إلى مكان أكثر تحررا كيلا يتم تغليف عقله المتحرر.
وإذا تم إعادة تغليف عقله في مكان إقامته الدائم، فليذهب إلى مكان يعيد الحياة إلى عقله. أما إذا تم تغليف عقله في مكان السفر، فليعد بسرعة إلى المكان الذي يمنحه الحرية.
كم أحترم موظف المطار الذي يملك حاسة شم راقية جدا فلا يفتش زجاجة عطري وقد ميز بحاسة شمه الراقية بين العطر والمخدر، وأحتقرالموظف الذي لايملك قيمة للكتاب ولا احتراما، مما يجعله يبعثر كتبي وكأنها حقيبة من المتفجرات يبحث وسط صفحاتها عن قنبلة بحجم حرف أو كلمة.
موظف المطار مهما كان نوع عمله : مرآة حقيقية لواقعه الذي ينتمي إليه، ومن لايدرك تلك الحقيقة فقد فاته الكثير عن معرفة ما لا يبوح به المسافرون إلى بلد ذلك الموظف، حينما يعودون إلى بلدانهم ليقولوا شيئاً يختلف عن ماتقوله ملامح الصمت المفروض والرضى المزيف
ودمتم ساااااااااالمين