بسم الله الرحمن الرحيم
( لا يا صديقي ... طريقك ليس طريقي ... ولن يكون ... فأنا لا ألعب الورق ولا أتسكع في الطرقات والاسواق ... ولا أغازل الفتيات ... وأرفض جلسات الشلل بكل ما فيها سلوكيات ... أرفض الوقوع في المصيدة ... وأرفض رحلات السفر غير البرئية ... بكل أختصار أرفض كل طريق نهايته الدمار ... وأرفض صداقتك هذه ).
نعم إنه الفراغ .. البداية والنهاية معا .. وليته فراغ في الوقت فحسب !!! ولكنه للأسف فراغ في العقل والقلب والروح .. لا يفلت منه أحد ، شاب .. فتاة .. رجل .. إمرأة .. حتى الاطفال .. ولا يرتبط بالاجازات فقط .. ولكنه يعمل على مدار الـ 24 ساعة .
فراغ الشاب يوقعه في شرك أصدقاء السوء ، فينجرف إلى الهاويه .... وفراغ الفتاة يعمي بصيرتها فتسئ أختيار صديقاتها .. فتقع ضحية لصديقات لا هم لهن سوى القيل والقال .. وأفشاء الاسرار .. وكثرة الكلام فيما لا يغني ولا يسمن من جوع .. وان سمحت لها الظروف انجرفت إلى الاسوء .. وتتهاوى مع كل خطوة هنا وهناك وتصبح فريسة سهلة ولعبه بيد الاخرين .... وفراغ الرجل يغريه ببلاد الحرية والاستمتاع بلا قيود .. فيحزم حقائبه وأمتعته ويأخذ ما معه من مال ليرحل إلى تلك البلاد .. باحثا عن المتعه والتجديد .. تاركا أهله .. زوجته .. أولاده .. لينسى همومه ويعود ثانية ولكنه محملا بالامراض والافكار الغريبة عن مجتمعاتنا .. وقد انفق ما معه واستدان عليها اضعافها .... اما المرأة ، فالفراغ يصيبها بالاكتئاب والاحباط والحرمان ... مهما يقودها إلى سلك الطرق المشبوهة ، وارتكاب الاخطاء الفادحه .
الفراغ بداية عبث الاطفال وتشردهم وضياعهم .. أنه أول طريق الفوضى .. واللامبالاة ومنه جنوح الاحداث والسرقات .. وجرائم الاعتداء على الاخرين .
أما فراغ العقل فهو خواء يعيشه البعض .. جهل .. وتغيب عن الواقع والمسؤوليات .. ورفض للمنطق والاقناع .. حين يفرغ العقل فلا مكان الا لنداءات الشيطان .. وسقوط القيم والمبادئ .. وانعدام الضمائر والاخلاق .
الكوارث الكبرى مصدرها فراغ القلب والروح .... الشاب يتلاعب بالفتاة باسم الحب .. فيبحث عن عاطفه هائمة على وجهها ليسلي به فراغه العاطفي .. ثم يشبع فيتركها .... الفتاة تركض وراء الحب .. فتفتن بالكلمات الحلوة وبقصائد الغزل .. فتسرح مع المشاعر الكاذبه .. لتنتهي ( الدراما ) بمأساة ..... والرجل يلهث وراء المرأة .. يفكر في هذه .. وتلك .. يرى كل النساء جميلات الا زوجته .. يحاول ان يسد فراغه العاطفي .. بأي أمرأة كانت .. زميلة عمل ... زوجة صديق .. أو ضحية تبحث هي أيضا عمن يحنو عليها ...... فالمرأة عندما تشعر بالفراغ العاطفي .. تحاول تعويض حرمانها بالقدر التي تسمح به الظروف .. وآآآآآه من المرأة إذا سقطت في بئر الحرمان .. وكانت الظروف مهيأه لها .
نعم .. أنه الفـــــراغ فمنه البداية والنهاية !!!!!!! مـارأيــــــكم ؟؟؟؟؟