سيدة محترمة كانت تنتظر طائرتها التي تأخرت، فاشترت كتاباً وكيس من الحلوى لتمضي وقتها في القراءة. وحين جلست وانهمكت في قراءة كتابها شعرت بفتاة تجلس بجانبها وتأكل من كيس الحلوى الذي بينهما.. تضايقت السيدة " فكيف تجرؤ تلك الفتاة على أكل الحلوى دون الاستئذان منها "، أهملتها وأخذت تأكل والفتاة تشاركها، حتى كانت آخر قطعة فالتقطتها الفتاة وقسمتها نصفين اعطتها نصف وأكلت الآخر.. غادرت السيدة إلى الطائرة دون النظر إلى الفتاة.
وحين استقرت في مقعدها فتحت حقيبتها لتضع كتابها.. لتفجأ بكيس الحلوى الخاص بها.. أخذت تؤنب نفسها على تصرفها من مشاركة الفتاة دون استئذان ودون شكر.. بل كانت تسومها بأسوأ الصفات )..
الإنسان غالباً مايرى خطأ الآخرين ولا يرى أخطاءه! وقد لايصدق نفسه أنه من يبادر بالسوء، بل نجده يبرر لنفسه جميع تصرفاته حتى السلبي منها..
كم مرة أسأنا الظن بالآخرين ونعتناهم بأقبح النعوت، ثم نكتشف العكس تماماً؟؟
ومع ذلك تأخذنا العزة بالإثم فلا نعترف بالخطأ..
الله تعالى حذرنا من سوء الظن فقال :" اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم "..
وربانا الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) على تقديم حسن الظن على سيئه في جميع الأوقات، فقال: ( اتخذ لأخيك سبعين عذراً فإن لم تجد فقل لعله نسي )..
فهلا توقفنا عن سوء الظن بالآخرين، لنبدأ من اليوم فصاعداً، ونريح أنفسنا من تأنيب الضمير..
ولنستمتع بالقراءة وأكل الحلوى !..