سقيته عَبَراتٍ ظنها مطراً *** سوائلاً من جفونٍ ظنها سُحُبا
أنها ليست بدموع تلك التي يذرفها الرجل...انها أمطار من الحزن!!
شحنة من الانفعالات والأحاسيس ...
التي تجذبك وتعتمل في صدرك..مطالبة بالخروج..؟؟ قد يتألم الرجل من أمور مختلفة ..في أزمنه مختلفة ؟؟ويصمد...
ثم مايلبث أن ينهار فيه هذا الشموخ؟؟
ولا يلبث ان تفتتح تلك الأبواب المغلقة!!
وتستسلم للعواصف والزوابع!!
فهل تصالح حينها مع الأمور التي كانت تسكنه ..وتبعث له القلق!!
أم ضاق الحمل الذي أصبح ينوء به كاهله؟؟
أم انه يريد أن يقتل اليأس والحيرة التي بداخله ؟؟؟ أم انه يمارس نوعا من السادية على ذاته !!
ويستمتع بارتفاع صوت أنينها؟؟
أم انه غسيل لآثار الجراح التي في قلبه ....
والخدوش التي على ذاكرته..والطعنات التي في ضميره؟؟!!
ما بال عينيك لا ترقا مدامعها ....سحا على الصدر مثل اللؤلؤ القلق
أياً كانت الأسباب التي دعته للبكاء:
فهي انزلاقة داخلية لهذا القناع المسمي"بالصمود".
وهي اندلاق للأحزان الدفينة.... والآهات المكبوتة ...
وهي غسيل للروح...وانكسار للكبرياء..
وهي صوت للضمير الذي يئن تحت وطأة "الكبت"؟؟ وهي صمام الأمان لعواطفنا المندلقة....
وهو تنصيب أضرحة لأحلامنا المنكوسة..
دراسة أكاديمية:
أجراها البروفسور الامريكي وليام فراي ,دعا مجموعة من المتطوعين لمشاهدة افلام عاطفية, وطلب من متطوعين أن يستنشق كل منهم رائحة البصل المقطع الى أن يفيض الدمع من جراء رائحة البصل، ,وبعد تحليل الدموع فقد تبين أن الدموع التي تفيض نتيجة للانفعال العاطفي تختلف نوعيا عن دموع البصل. حين ننفعل نفسيا وعاطفيا فنبكي، تحتوي الدموع على نسبة اكبر من البروتينات وتخلصنا من السموم، وهي ظاهرة قد تفسر أسباب الشعور بالراحة بعد بكاء انفعالي ,ثم اكتشف فراي حقيقة أخرى :
وهي أن الانفعال والبكاء، وأنت وحدك، لا يريح بالقدر نفسه، في ما لو بكيت وشهد دموعك آخر أو آخرون، فسارعوا لمواساتك.
ولقد وقف نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم موقفا عظيما حينما كان يظهر دموعه أمام الجمع من الصحابة عندما نعي النبي - صلى الله عليه وسلم - لزيد وجعفر وعبد الله بن رواحه رضي الله عنه يوم مؤتة ، حيث قال عليه الصلاة والسلام : أخذ الراية زيد فأصيب ، ثم أخذ جعفر فأصيب ، ثم أخذ ابن رواحة فأصيب - وعيناه تذرفان - حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله ) رواه البخاري) .