التنحنح أو النحنحة .... عادة قديمة وما اعتقد أن فيه واحد ما يمارسها رجالا ونساء .. أتحدى أطلق شنب يقول أني ما قد تنحنحت .... والنحنحة أحيانا تكون غصب عليك .. خاصة إذا شربت لبن حامض
شوي أو زبادي محمض .. أو مصيت ليمونه وإلا برتقالة حامضة شوي ... احح وهذه الخاصية منحها الله للإنسان لتنظيف حنجرته لئلا يدخل شيء من السوائل إلى القصبة الهوائية .... والغريب أننا نغفل عن نعم الله وقد ننسى أن نحمده ونشكره كل وقت على نعمة الصحة والعافية .....اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ... النحنحة : لها استعمالات غريبة وفي مجالات متعددة لدينا خاصة يالسعودين ..... فنستخدم النحنحة نيابة عن الكلام في مواطن متعددة من حياتنا .... وقد لاتجد عبارة تغني عنها أحيانا .... ـ إذا بغيت تدخل البيت وفيه أحد يتغطى عنك من الحريم تجد أنك تدخل وتقول ( ياولد ) ثم تنحنح .... وإذا صادفت أنك جالس بالمجلس ودخلت عليك وحدة تغطى عنك وهي ما درت عنك .... بدال ماتتكلم على طول تنحنح .... يعني نحن هنا .... ونمارس النحنحة في أوقات كثيرة لا شعوريا .... تجد المؤذن أحيانا قبل ما يأذن يتنحنح يمكن يسلك الصوت أو يشيك عليه ... وأحيانا تجد أن الواحد ساكت ويسمع للسواليف وإذا بغى يحكي يتنحنح بدون قصد ... وكل هالأمور عادية ... ـ وهناك مجال آخر للنحنحة .. عند معظم الناس مثلا اذا دخل والامام راكع تنحنح(كانه يقول اصبر شوي)... وايضاإذا دخلت الحمام وماعليه قفل أو ما فيه مزلاج .... تلقاك ما تأخذ راحتك ومن يوم تسمع أي حس أو خرفشة حول الباب إلا وتلقاك تنحنح بصوت عالي لاشعوريا .... وقد كتب الأستاذ : عبدالله البخيت مقالاً في إحدى الصحف منذ زمن ـ قبل أكثر من ثلاث سنوات ـ ومما قال : يذكرني هذا ببيتنا في الرياض القديمة ... فقد عمّر والدي البيت قبل سنوات طويلة , و كان البيت مكتملا ماعدا قفل الحمام .. على أساس أن النجار سيأتي لتركيبه .. و بعد فترة قصيرة بلغنا أن النجار توفي .... و جلسنا في انتظار أن يجري التعاقد مع نجار آخر لتركيبه .... و مرت الأيام ( وكل يوم باكر ياولد ) ..... و مرت خمسة و عشرون سنه كما تمر السحاب الضالة .. اعتمدنا فيها النحنحة كبديل مؤقت للقفل .... عندما تسمع أحداً اقترب من الحمام ما عليك إلا ان تتنحنح .... و توفي الوالد رحمة الله عليه و بقي قفل النحنحة قيد الاستعمال في انتظار النجار ( جودو ) ...... و أخيراً جاء طريق الملك فهد العملاق فداهم المنزل و معه الحمام و خلصنا من قلق الانتظار .... و لكن النحنحة بقيت مستمرة .... تصوروا حتى الآن في أي مكان حتى في الفنادق الفاخرة ما أن اسمع حس أحد يقترب من الحمام إلا و اتنحنح بامرة من سطوة الايام القديمة ...... و قد شاءت الصدف أن اسكن مع انجليزي في شقة واحدة , وقد لاحظ هذا الانجليزي عادة لم اكن أحس بها من قبل ... فما ان ادخل الحمام و اسمع صوتاً أو خترشة رغم ان الحمام مقفول و متربس إلا وابدأ بالنحنحة ..... فاضطر الرجل ان يسأل لماذا أتنحنح في الحمام ؟ و كان من الصعب عليّ ان اشرح له .. فالقصة طويلة و معقدة فكما تعرفون فهي ليست للحمام فقط بل للنساء ايضاً .... و لكني كنت الف و ادور حول المسألة و اخيراً اقول له ( انني اسلك حلقي ) .... وما دمنا في طارىء النحنحة و الانجليز ... و الشيء بالشيء يذكر فقد حدثني احد الاصدقاء ان والده كان يعالج في احد المستشفيات بلندن .. و في احدى زياراته للحمام أخذ يعبث بالأزارير من باب التسلية .. فضغط على زر الطوارىء فهرعت الممرضة الانجليزية اليه .. و خبطت الباب و لم يجبها بالكلام .. و انما أخذ يتنحنح .. فظنت الممرضة ان الرجل في حال لم يعد قادراً فيها على الكلام ... فطلبت النجدة .. و جاء آخرون و طرقوا الباب و سألوه هل انت بخير ؟ ولكن الشيخ كان يجيبهم في كل مرة بالنحنحة .. فاضطروا الى كسر الباب لانقاذه ...... لا اعرف هل أصلح الانجليز قفل الحمام أم اعتمدوا تكنلوجيا النحنحة بعد ان عرفوا السر ؟؟!! )))