الإخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بإذن الله نكمل موضوع النية فنقول وبالله التوفيق
النية فى اللغة هى القصد بمعنى أن أى شخص يعمل عملا ما فلا بد له من قصد من وراء هذا العمل وهذا القصد هو سبب وجود أو سبب فعل هذا العمل .
وبناءا على هذا القصد فإن نتيجة العمل تكون مترتبة على هذا القصد ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرىء ما نوى " ومعنى لكل امرىء مانوى أن حظ العامل من عمله هو نيته ،فإذا كانت النية صالحة فإن العمل يكون صالحا فله أجره ، وإن كانت النية فاسدة كان العمل فاسدا فعليه وزره .
وبمعنى آخر فإن الأعمال تكون صالحة أو فاسدة ، مقبولة أو مردودة ، مثاب عليها أو غير مثاب عليها على حسب النية.
والنية فى كلام العلماء تقع بمعنيين :
الأول : بمعنى تمييز العبادات بعضها عن بعض ، مثل تمييز صلاة الظهر عن العصر أو العشاء مثلا فكلها أربع ركعات والنية هى التى تفرق بينها ، ومثلا تمييز صيام رمضان عن صيام غيره من التطوع .وكذلك تمييزالعبادات من العادات مثل تمييز الغسل من الجنابة عن الغسل للنظافة .
المعنى الثانى : تمييز المقصود بالعمل وهل هو الله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له أم الله وغيره وهو ما يسمى الإخلاص ،فإذا كان العمل خالصا لله تعالى قبل وإلا فلا يقبل .
قال الله تعالى فى سورة الكهف "فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا" صدق الله العظيم .
وقد ورد فى صحيح مسلم عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال:" يقول الله تبارك وتعالى :أنا أغنى الشركاء عن الشرك،من عمل عملا أشرك فيه معى غيرى تركته وشريكه"وفى رواية ابن ماجه ولفظه "فأنا منه برىء وهو للذى أشرك"
وأخرج الإمام البزار فى مسنده من حديث الضحاك بن قيس عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله عز وجل يقول
أنا خير شريك ، فمن أشرك معى شريكا ، فهو لشريكى ). يا أيها الناس أخلصوا أعمالكم لله عز وجل، فإن الله لا يقبل من الأعمال إلا ما أخلص له، ولا تقولوا هذا لله وللرحم ، فإنها للرحم ،وليس لله منها شىء ، ولا تقولوا هذا لله ولوجوهكم ،فإنها لوجوهكم ، وليس لله فيها شىء".
وهذه والله مشكلة كبيرة فكثيرا ما نعمل أعمالا فنقول هى لله ولكى لا يغضب منى فلان أو علشان خاطر فلان أو هى لله ولكى لا تعتب على فلانه وهذا بنص الحديث ليس فيه أجر وثواب من الله لأنك أخذت أجرك من الناس ففلان لم يعتب عليك وفلانة لم تغضب منك ولا حول ولا قوة إلا بالله .
نسأل الله الإخلاص فى القول والعمل إنه على كل شىء قدير وللحديث بقية بإذن الله
أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
توصية عملية : قبل البدء فى أى عمل نقف لحظة ونفكر لماذا أعمل هذا العمل ،مثلا قمت إلى الصلاة لماذا وتذكر لماذا تفعل ذلك كل يوم خمس مرات ؟هل لأن والدى أو والدتى أمرونى بالصلاة؟ هل لأن الجميع يصلون وأنا لازم أصلى؟هل أذهب للمسجد لأن إخوتى وأصدقائى يذهبون فأنا أذهب مثلهم أو مجاملة لهم حتى لا يقول أحد إننى لا أصلى ؟ أم أصلى إرضاءا لله تعالى وامتثالا لأمره بالصلاة وتقربا إليه ؟ أترك الإجابة إليك فعلى حسب نيتك يكون ثوابك أو؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟