السؤال:
أريد أن أتوب إلى الله من صفة الحسد، وأحاول التخلص منها قدر الاستطاعة ولكن الشيطان يزين لي ذلك في كثير من الأحيان عن طريق الغيرة؛ إذ أغار من زميلاتي أو من بقية النساء ثم أحسد.
وسمعت من صديقة لي أنها تقول: اكظمي غيرتك وحسدك في قلبك ولا تتلفظي به على لسانك حتى لا يؤاخذك الله عليه ؟ .
الجواب:
نعم. إذا أحسست بشيء فجاهدي نفسك، واكظمي ما عندك، ولا تفعلي شيئا يخالف الشرع، لا تؤذي المحسودة أو المحسود، لا بقول ولا بفعل، واسألي الله أن يزيله من قلبك ولا يضرك.
فالإنسان إذا حسد ولم يحقق شيئاً لم يضره ذلك إذا كان لم يفعل، لا أذى للمحسود ولا إزالة لنعمة عنه، ولا تكلم في عرضه، وإنما شيء في نفسه كظمه، فإنه لا يضره، ولكن عليه الحذر حتى لا يقول شيئا يضر المحسود أو يفعل شيئا يضره.
وقد روي في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب )) سنن أبو داود الأدب [4903] فالحسد خبيث ولكنه يبدأ بصاحبه يؤذي صاحبه قبل غيره.
فينبغي للمؤمن والمؤمنة أن يحذرا ذلك مع سؤال الله العافية، المؤمن يضرع إلى الله، وهكذا المؤمنة تضرع إلى الله أن يزيل ذلك من قلبها حتى لا يبقى في قلبها شيء، ومتى أحست بشيء فلتجاهد في كظمه وإبقائه في القلب من دون أذى للمحسود، لا أذى فعلي ولا قولي، والله المستعان.
أجاب عليه: الشيخ ابن باز رحمه الله.