في الأمس وبعد صلاة العصر، أحسست بتعب وكسل يسري في جسدي، فقررت أن أذهب هذا الكسل بالمشي، وفعلاً بدأت في المشي لكن بدون تحديد وجهة معينة، وهذه المرة قصدت أن أسير بدون وجهة محددة حتى أرى إلى أين أصل بهذه الطريقة. سرت في طريقي ومررت على إحدى المدارس ثم سرت بالشارع المحاذي لها حتى وصلت لمفترق الطرق وهنا بدأ عقلي بالتفكير في اتخاذ قرار اختيار أحد الطرق، وبدأت أتردد بين هذا الطريق أو هذا، لم لا يكون هذا؟! وهكذا استمرت الحيرة حتى قطعت الشك باتخاذ قرار في السير في طريق يشق مكانه بين مجموعة من المنازل، وسرت حتى وصلت لأحد المساجد وهناك وجدت شخصين أعرفهما فسلمت عليهما وسألاني: إلى أين المسير؟ قلت: لا أدري، فضحكا واعتبرها مزحة مسلية في ذلك اليوم. أكملت سيري حتى متى ما اكتفيت، قررت الرجوع إلى البيت، فرسم عقلي بسرعة أقصر الطرق للعودة إلى البيت وفي دقائق وصلت لهدفي المنشود. في قصة أليس في بلاد العجائب حدث مشابه لهذا، إذ كانت تمشي أليس ووصلت إلى مفترق الطرق، وعندها التقت بالقط الذي يختفي ويظهر بطرق عجيبة فسألته: في أي طرق أسير؟ اليس! هذا يحدد على حسب المكان الذي تودين الذهاب له. ليس لي هدف معين للوصول له. إذاً لا فرق في اختيار أحد الطرق، فكل الطرق تؤدي إلى اللاهدف! ما أريد إيصاله من خلال هذه القصة، أن أوضح بالمثال العملي، أن تحديد الأهداف ووضوح الطريق الذي ستسلكه لتحقيق الأهداف عاملان مهمان للوصول إلى النجاح، وأن عدم تحديد الأهداف يؤدي إلى عدم وضوح الطريق المؤدي لهذه الأهداف، بل ويؤدي إلى التشتت وعدم التركيز وتضييع الوقت في ما لا فائدة منه.